شين-هانغا المطبوعات الحديثة

السبت, 24.02.18, 19:30

الأحد, 15.07.18

:

مُتاح

لمعلومات إضافية:

04-6030800

شارك

شين-هانغا

المطبوعات الحديثة

 

كانت مطبوعات أوكيو-إ التقليدية (Ukiyo-e; صور من العالم العابر) من الإنجازات الفنية الهامة لفترة إيدو (Edo; 1603-1868)، التي بدأت تأفل عند وفاة الفنان أندو هيروشيغه Ando Hiroshige)) في عام 1858. فتح بوابات اليابان إلى الغرب في عام 1853 وترميمات ميجي (1868) أدت، من بين أمور أخرى، إلى اكتشافات فنية جديدة. في ذلك الوقت كانت اليابان مكشوفة بشكل خاص لتأثيرات الفن الأوروبي، لكن كان هناك أولئك الذين اهتموا بالحفاظ على الفن التقليدي.

معظم الفنانين الفعالين في النصف الثاني من القرن الـ19 كانوا تلاميذ أوتاغاوا كونيوشي (Utagawa Kuniyoshi)، أوتاغاوا كونيسادا Utagawa Kunisada)) وأندو هيروشيغه، لكنهم استخدموا الألوان الزاهية والظلال المهيمنة مثل الأحمر والبنفسجي. اللون المبالغ فيه تناقض تماما مع الألوان العاطفية لفناني الطبع التقليدي، وبالتالي اعتبرها أبناء الفترة المعاصرة مطبوعات بأسلوب غربي. بعد فترة وجيزة حيث غمرت اليابان هذه المطبوعات، بدأ بعض الفنانين اليابانيين، بما فيهم كوباياشي كيوتشيكا (Kobayashi Kiyochika; 1847-1915)، نومورا يوشيميتسو (Nomura Yoshimitsu; 1870-1958)، كاواسه هاسوي (Kawase Hasui; 1883-1957)، أوهارا كوسون (Ohara Koson; 1945-1887) وميكي سويزان (Miki Suizan; 1887-1957)، بالسعي للتوصل إلى حل وسط جمالي بين الفن التقليدي والتأثيرات الغربية. الحركة الفنية هذه سُمىيت شين-هانغا (shin-hanga; مطبوعات حديثة) ونشطت بالأساس في سنوات الثلاثين الأولى من القرن العشرين.

بفضل تشجيع الناشر واتانابه شوزابورو (Watanabe Shozaburo)، كان كاواسه هاسوي واحدا من أبرز فناني الطبع التقليديين الذين حاولوا إحياء هذا الفن، لكنهم في الوقت نفسه طوروا العناصر الواقعية التي بدأت تظهر في نهاية القرن الثامن عشر. في أعماله من بداية القرن الـ20، يبدو أنه استطاع دمج العناصر الجمالية الأوروبية الحديثة من وقته في مطبوعاته.

كاواسه هاسوي أنتج ما يقرب من 416 مطبوعة خلال حياته، معظمها نُشرت بيد واتانابه شوزابورو. في الحرائق التي اندلعت عام 1923، بسبب الزلزال الذي دمر طوكيو، فُقدت جميع اللوحات الخشبية لمطبوعاته. معظم المطبوعات التي تحمل ختم دائري بداخله ثلاث قطرات ماء (sui) طُبعت بيد هاسوي بعد وقوع الزلزال. في عام 1956 حصل كواسه هاسوي على لقب "الكانز الوطني الحي" كشخص حافظ على فن المطبوعات الخشبية التقليدية.

إن دمج العناصر الغربية الحديثة، مثل المنظور العلمي والواقعية، انبثق من الرغبة في إنقاذ فن الطبع الذي كان يحتضر. كان التوضيح الواقعي أو وصف صور المناظر الطبيعية بالمفهوم الغربي بمثابة تجديد لليابانيين. حاول الفنانون جاهدين خلق وهمٍ لثلج أو انعكاس واقعي في مياه نهر أو بحيرة. لذلك مطبوعاتهم تشير إلى المرحلة الانتقالية في الطبع الياباني من التقليدية إلى الحديثة. مع هذا، تم إنتاج المطبوعات بطريقة الطباعة التقليدية: الفنان رسم الصورة، النحات حفر المحفورة، والطابع طبع المطبوعة التي تم نشرها بيد الناشر المهني في السوق.

في مطبوعات الشين-هانغا، التي تم بيعها أساسا للأجانب، نجح الفنانون ليس فقط في الحفاظ على فن الأوكيو-إ إنما أيضا تفوقوا عليه فنيا وتقنيا. مع ذلك، فقد أدى اعتماد موجز لثقافة جديدة إلى فقدان الفن التقليدي لروحه وقيَمه في محاولته تقليد الطبيعة من أجل تحقيق الواقعية المثالية.

بينما سعى الفنانون الأوروبيون إلى إيجاد طريقة للخروج من الفن الواقعي التقليدي وتوجهوا إلى المطبوعات اليابانية التقليدية، تأثر الفنانون اليابانيون بالواقعية الغربية والمنظور العلمي الغربي، أي من التقنية التي تخلى عنها الفنانون الغربيون. وقد شكل هذا نهاية فن الطبع الياباني التقليدي.

 

د. إلانه زينجر بليين

متحف طيكوطين للفنون اليابانية

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك