الفترة الزرقاء

الأحد, 05.02.17, 10:00

الأحد, 04.06.17

:

مُتاح

لمعلومات إضافية:

04-6030800

شارك

اللون الأزرق المعروف باللغة اليابانية  أأو (ao)، أو أأوي (aoi). وتستخدم كلمة أأوي، في بعض الحالات، أيضا لوصف الأشياء ذات اللون الأخضر. في الواقع، باللغة اليابانية الحديثة هناك مصطلح خاص للون الأخضر (midori)، لكن استخدامه ليس نفسه كما في العربية والانجليزية. ظهرت الكلمة ميدوري لأول مرة خلال فترة هيان (Heian; 1185-794) ودلت في البداية على لوين من الأزرق. التمييز المعتمد اليوم بين اللونين ظهر عند نهاية الحرب العالمية الثانية.

اليابانيون، بطبيعة الحال يميزون بين الأزرق والأخضر، لكنهم لا زالوا يستخدمون مصطلح أأوي لوصف لون بعض الخضروات، التفاح والنباتات. المصطلح أأوي يصف اللون الأخضر في الإشارة الضوئية المرورية، لكن لون السيارات الخضراء يدعى ميدوري. أيضا، في اللغة اليابانية هناك العديد من المصطلحات التي تصف لوينات مختلفة من اللون الأزرق والأخضر. المصطلح أأوي يعني أيضا "الشباب". أغنية "أأوي كاجيتسو" (aoi kajitsu) تدور حول فتاة شابة. كتاب السيرة الذاتية للمغنية موموئي ياماغوتشي (Momoe Yamaguchi; ولدت عام 1959)، التي غنت الأغنية، بعنوان ودعا " أأوي توكي" (aoi toki)، أي "فترة شبابي".

أإيزوري-إ(aizuri-e; حرفيا، "صورة إنديجو (نيلي)") هي مطبوعات يابانية طبعت بتدرجات اللون الأزرق. تطوير المطبوعات الزرقاء ارتبط بواردات الصبغة الزرقاء البروسية من أوروبا. اختُرع اللون بيد الكيميائي الألماني يوهان كونراد دبل (Johann Konrad Dippel; 1734-1673) عام 1704. وكان لهذا الصباغ مزايا عديدة تجعله افضل من اللون النيلي، الذي استخدم في العديد من المطبوعات الخشبية اليابانية الأوائل في القرن الـ18. وقد أنتج النيلي من بتلات الكوميلينا commelina)) وغيرها من النباتات منها كان يمكن إنتاج لوين الأزرق الداكن فقط. لكن، كان الأزرق البروسي الاصطناعي قوي وكثيف، له مجموعة واسعة من التدرجات وأكثر مقاومة للبهتان. كان هذا اللون مفيدا بشكل خاص لوصف المحيطات والمياه العميقة، الأنهار والسماء الزرقاء لذلك كان عاملا رئيسيا في تشكيل نوع مطبوعات المناظر الطبيعية (fûkei-ga) لـ"صور العالم العائم" (ukiyo-e). هذه الصبغة الكيميائية، سميت في اليابان برورين-أئي (Berurin-ai, أو Bero-ai; أزرق برلين). برورين هو تشويش اسم برلين.

في النصف الثاني من القرن الـ18 كُتب في اليابان عن ميزات الأزرق البروسي في العديد من دلائل الرسم، وفي كثير من الأحيان تم الاشارة الى صعوبة الحصول عليه لأنه تم استيراده من أوروبا من قبل الهولنديين. في تسعينيات القرن الـ18 بدأت تجربة الأزرق البروسي في الرسم. باحث الأوكيو-أ، يوشيجا تروجي Yoshige Teruji))، نقل عن سييسودو توهو (Seisôdô Tôho)، الذي كان بائع كتب وشاعر هايكو (Haiku) من مدينة إيدو (Edo). زعم سييسودو في كتاب مقالات أنه تم استيراد الأزرق البروسي عام 1829 من قبل الفنان أوأوكا أومبو Ôoka Umpo); 1848-1765). أومبو استخدم هذا الصباغ لطبع سوريمونو (surimono; شيء مطبوع). الـسوريمونو هي بطاقات معايدة، دعوات أو رسائل لمختلف المناسبات. لكن، الفنان ناجاياما كواين (Nagayama Kôin) من أوساكا استخدم الصباغ في مطبوعات سوريمونو فعليا في ربيع عام 1825. في عام 1829 تم جلب الصباغ لمدينة ايدو واستخدامه أيضا لأول مرة هناك  في مطبوعات سوريمونو. نشرت مطبوعات السوريمونو بشكل طبع خاص ومقلص بالتالي فان التكاليف الباهظة للون الأزرق ليست مهمة. في عام 1830، الناشر لمطبوعات المروحة (uchiwa-e)، ايسييا سوبيي Iseya Sôbei))، استخدم لأول مرة الأزرق البروسي في مطبوعة كييساي ايسن (Keisai Eisen; 1790-1848). أنتج ايسن مطبوعات أئيزوري-إ فيها عامل التناقض على شكل مروحة، مستخدما الأزرق المستورد فقط. مما أدى إلى زيادة شعبية هذه المطبوعات. من هناك أيضا شاعت على نطاق واسع الموضة لمطبوعات الشخصيات وبعد عام لمطبوعات المناظر الطبيعية. (Hokusai: Life and Work, by Richard Lane, E. P. Dutton, 1989, pp. 184-5.).

بين الفنانين الأوائل الذين شكلوا المطبوعات الزرقاء كان أيضا كاتسوشيكا هوكوساي (Katsushika Hokusai; 1760-1849). في عام 1831، الناشر نيشيمورايا يوهاتشي ((Nishimuraya Yohachi نشر إعلان في رواية لريوتيي تانهيكو Ryûtei Tanehiko)) عن ظهور سلسلة مطبوعات جديدة: "36 مشهدا لجبل فوجي، من إبداع عجوز الزن هوكوساي إيئيتوسو، مطبوعات منفصلة مطبوعة بالأزرق، بحيث لكل منها تصميم مختلف، يتم نشرها الآن". (Matthi Forrer, Hokusai, Rizzoli, 1988. P. 263).

النّص الذي يشير إلى اللون في الإعلان مثيرة للاهتمام بشكل خاص. يظهر فيه الكلمة أئيزوري أي "نيلي" وليس برورين-أئي، لكن في الواقع القصد كان الأزرق البروسي الاصطناعي وليس اللون الذي ينتج من النباتات. عشر مطبوعات من سلسلة "36 مشاهد فوجي" تتضمن المطبوعة المعروفة باسم "الموجة العظمى في كاناغاوا"، وهي مطبوعة باللون الأزرق البروسي. اللون موجود أيضا بين المطبوعات اليابانية في مجموعة فيليب فرانز فون زيبولد. جاء زيبولد الى اليابان مع فريق التجارة الهولندية الى جزيرة دجيما Dejima)) وزار ايدو في عام 1826.

في عام 1841، حكومة توكوغاوا (Tokugawa)، حظرت استخدام الألوان البراقة في مطبوعات الخشب. هناك من ظن بأن مطبوعات الـأئيزوري أصبحت شعبية كبديل للصور الملونة. لكن مطبوعات الـأئيزوري الرائعة للفنان كاتسوشيكا هوكوساي تشير إلى أن هذه التقنية باتت تحظى بشعبية حتى قبل ذلك الحظر. لذلك، فإن النظرية القائلة بأن انتاج مطبوعات أئيزوري-إ كان نتيجة القوانين المقيدة المعروفة باسم إصلاحات تيمبو (Tempo)، غير مقبولة حتى اليوم. مع ذلك، ليس هناك شك في أنه كان أرخص إنتاج مطبوعات أحادية اللون من انتاجها بالألوان العديدة.

أوتاغاوا هيروشيغه (Utagawa Hiroshige; 1797-1858) جرب هو أيضا تصميم مطبوعات الأئيزوري-إ. يمكن رؤية ذلك في مطبوعة المروحة التي تصور مشاهد معبد كينكيزان في جزيرة انوشيما (1855). أيضا، استعمل هيروشيغه اللون الأزرق البروسي كثيرا في مطبوعات المناظر الطبيعية خاصته جنبا إلى جنب مع غيره من الألوان كالأحمر والأصفر. جرب غيرهم من الفنانين اليابانيين المعروفين تصميم مطبوعات الأئيزوري-إ مثل، أوتاغاوا كونيسادا (Utagawa Kunisada; 1865-1786) وأوتاغاوا ساداهيدي (Utagawa Sadahide; 1873-1807). على الرغم من أن الفنانين اليابانيين استخدموا نوعا واحدا فقط من اللون الأزرق إلا أنهم كانوا قادرين على خلق الضوء والظل عن طريق الطباعة المتكررة لبعض المناطق في المطبوعة أو عن طريق وضع تدرجات الألوان (bokashi).

كان الصباغ الأزرق الاصطناعي مكلفا واعتبر ترفا. لذلك تم استخدامه في البداية بكميات قليلة في الرسم ومن ثم في مطبوعات سوريمونو وفي الاصدارات الفاخرة لمطبوعات خشبية معدودة التي صممت لجمهور مقلص. النجاح الذي حصدته الأعمال الأولى التي ظهر فيها اللون، دفع إلى استيراده تجاريا ما أدى إلى انخفاض أسعاره. مما سمح للناشرين استخدامه بإنتاج المطبوعات الزرقاء أحادية اللون.

 

 د. إيلانه زينجر بلين, الكانزة الرئيسية, متحف طيكوطين للفنون اليابانية 

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك