الأرض والماء والرياح والنار ... والفراغ

الخميس, 25.05.23, 10:00

السبت, 18.11.23

:

,

مُتاح

لمعلومات إضافية:

04-6030800

شارك

التراب، الماء، الرياح، النار... والفراغ هي العناصر التي تُكوّن الكون بأسره. إنّها جزء من عقيدة قديمة كانت تستخدمها كوسيلة لحلّ المشاكل، ومنذ ذلك الحين هي جزء لا يتجزّأ من مجموعة متنوّعة من التخصّصات في الفلسفة، الفنّ، الطبّ، علم التنجيم وحتّى السياسة. العلاقة بين العناصر تؤكّد المفهوم الأساسيّ الذي بموجبه يغذّي واحدها الآخر، وكلّ مكوّن في عالمنا متعلّق، بشكل متبادل، بمكوِّن آخر، ولا يكون موجودًا كعنصر منفصل. فعلى سبيل المثال، يغذّي الماء التراب والأشجار تغذّي النار، لكن، في الوقت نفسه، يخمد الماء النار ويقهر التراب الماء، وهما يحافظان على وجهين من العلاقات المتبادلة الضروريّة للحفاظ على التوازن في الكون. العنصر الخامس - الفراغ / الخلاء - هو الأساس الذي يُمكّن العناصر الأربعة من أن تكون في حالة من النشاط المستمرّ، وخاضعة لتغيُّرات مستديمة، وهو يؤكّد جوهرها المتحوّل وليس جوهرها الماديّ. يسعى هذا المعرض إلى إنارة العناصر الخمسة بنور الفنّ وإلى عرض العلاقات المتبادلة فيما بينها، من خلال الأعمال الفنيّة المعروضة فيه.

 

 

 

"س: وفي أيّ عناصر اختار البوذوية أن يتجسّد؟

الراهب: التراب، الماء، الرياح، النار والفراغ.

س: مِن هذه الخمسة يتكوّن الإنسان أيضًا. إذا كان الأمر كذلك،

ما الفرق؟

الراهب: الأشكال متشابهة هي، لكن ليس الفضائل."

نانسي ويلسون روس من عالم الزنّ، 1960

 

 

 

"لا تسعى الحدائق اليابانيّة إلى خلق وهم واقعيّ لمنظر طبيعيّ، وإنّما فقط إلى الإيحاء بجوّ عامّ من "جبل وماء" في حيّز محدود، بحيث يبدو وكأنّ يدًا بشريّة ساعدت في تصميمه، لكنّها لم تفرضه. لا يطمح بستانيّ الزن إلى إملاء نواياه على الأشكال الطبيعيّة، وإنّما يحرص على تقصّي "النيّة غير المقصودة" للأشكال نفسها، الأمر الذي يتطلّب مهارة وعنايةً كبيرتين. في واقع الأمر، لا يتوقّف البستانيّ عن تقليم نباتاته، قصقصتها، تهذيبها وتدجينها، ولكنّه يفعل ذلك كشخص يكون هو نفسه جزءًا من الحديقة وليس كمدير خارجيّ. إنّه لا يتدخّل في الطبيعة لأنّه هو الطبيعة نفسها، وهو يعتني كمَن لا يعتني، ولذلك فإنّ الحديقة اصطناعيّة للغاية وفي الوقت نفسه طبيعيّة تمامًا!" (ألان واتس، من طريق الزنّ، 1957)

في نطاق الجاليري المحدود تسعى "الحديقة المسيَّجة"، من خلال وسائل بصريّة، إلى الإيحاء بالجوّ العامّ للحديقة اليابانيّة، وبكلمات أخرى، بجوّ مكوَّن من "جبل وماء". الخطوط المستقيمة من الحصى المجموع على امتداد الحديقة والجمع بينه وبين الشكل المستدير للتجميع حول الأحجار المزروعة فيه - الأشكال الأساسيّة لـ "حديقة الزنّ الجافّة" [كارسانسوي]، إضافةً إلى مفهوم الفضاء في الحديقة حيث يكون الفراغ أكثر من الامتلاء، حاضرة في الأعمال المعروضة في هذا الجاليري: تغليف: ياعيل هارنيك، مطبوعات حديثة ورسومات بالحبر من مجموعة المتحف ومجموعة بروكاتشي، عمل الفيديو أفق حدث لـ يوكي هيراكاوا وعمل فنّي لـ مايا كوهين ليفي. تدعو حديقة الزنّ إلى التأمّل، الانتباه والسلام الداخليّ، ويمكن لروّاد المعرض استبدال النظر إلى الحديقة بالنظر إلى الأعمال المستوحاة منها.

 


ميزونو كاتسونوري مواليد 1982 تساقط المياه 2007

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك